قصيدةٌ مفتوحة للبحر


لقصيدةٍ لا تنتهي للبحرِ

تأخذني الطريقُ

من الطريقةِ

في كتابة ما أرى،

من خدعة الأسلوبِ،

من تقليدي آبائي،

ومن عاداتهم في الوصف…

تلك قصيدتي البيضاءُ

أكتبها

وأُورثها

لمن يمشي لمنحدرِ النهارِ

معي

ويدخلُ في سماء البحر…

من مكبوتِ شهوته

سيربو الموجُ في خَدَري،

ويحفرُ صوته في الصَّخر…

من شهواته يربو،

كحبر الجرحِ، شفافاً

ومائياً على ورقِ الطلاسمِ،

أينما حدَّقتُ في الكلماتِ

تحرسُ غَيبتي

وتركتها مأهولةً للوارثينَ

قصيدةً

لا تنتهي للبحر

ثم نسيتها…

كتردداتِ الصمتِ 

في البئر السحيقةِ

يُرجع القلبُ الغناءَ الساحليَّ 

ويفتحُ الممشى المعبَّد للسماءِ…

خطايَ تُوقِعني عن الإيقاعِ،

والنَفسُ الطويلُ يشدني نحو 

المطالعِ

ماشياً…

كان الشرودُ مسافةً عمياءَ

بين قصيدتي 

وحقيقتي…

ما بين فردوسِ الهُنيهةِ

والخلودِ،

أواصلُ التدويرَ

والتكرارَ في جسدي 

على الجسر المعلَّق…

هكذا أنسى

لتختبر البديهة نفسَها 

في ظلها المفتوحِ

للسُّياح والمتسكعين،

كباعةٍ متجولين تداولوا عُملاتهم

صوراً وتذكاراً

على مرأى من الكاميرات…

هل ضاقَ المكانُ

عن الخيالِ

فلم أجد حجراً يفجِّرُ رغبتي؟

برقٌ يضيءُ عبارتي في الماءِ

يشرح لي اختلافَ القلبِ

في تأويل ألوانٍ محايدةٍ

أمام الضوء…

يرشدني إلى فرحِ الفَرادة 

حين أكتبُ ما أحبُّ

كما أريدُ، بلا دليلٍ عاطفيٍّ…

ربِّني يا شعرُ

واكتبني مجازيَّ الهوى

كقصيدة 

لا تنتهي

للبحر…

أكتبها لأنسَاها،

وأُورثها لمن يمشي

لمنحدرِ النهارِ معي…| سالم الرحبي، يونيو ٢٠٢٣




تعليقات

المشاركات الشائعة