الطريق، ذهاباً إياباً


مُتدبراً أمري

بكاملِ قوَّتي في الانتباهِ

إلى الشواردِ

قربَ تاريخ المكانِ.

وخطوتي تَزِنُ المسافةَ،

خطوتي جهةٌ

ولكن لا أخطِّط للطريقِ، 

ولا أعرِّف شكل أسلوبي:

"الطريقةُ في الطريق"

كما أضمّن دائماً…

وأنا ابن تجربتي وعاداتي،

وأما ذكرياتي كلها

من صُنع أخطاء المسافر في الطريقِ.

ولا رسائل في جيوبي،

لا نبوءةَ في سرابي للبداةِ،

ولا نجومَ

ولا غبارَ

على كتابي…

قارئاً أم كاتباً،

أم عابراً بين السطور،

وكلما كررتُ أدمنتُ

المعاني

واكتشفتُ معادنَ

الألفاظ… 

إن يكن المكانُ خديعةً

فانظر لأشغال البراءة

واجتهدْ

تُجهدكَ

آلاءُ البعيدِ

يشفُ من صفةِ القريب؛

عبارةٌ مهجورةٌ منقوشة في الساج،

تجهدني،

ويجهِدني التأملُ

في غموض حجارة مرصوفة بالسَّور،

في الفصحى التي رَقَّتْ

وسالتْ في كلام الناس…

إن تكن الحياة جديرةً ببكاءَ آدم

فاخترعْ هوساً

جديراً بالحنين لأي شيء غائبٍ،

وامرضْ

بفتنة ما تراه من التفاصيل البريئة،

مشهداً في شرفةٍ مفتوحةٍ،

أو دمعةً من ضوء شمسٍ

في جدار السجنِ…

واكتب لمن يرثيك، 

أو يرثُ

انتظاركَ بعد حين:

ابن تجربتي، أنا،

وأنا ابن عاداتي القديمة

في المكان:

هنا تعلمتُ القراءة بالكتابةِ

والطريقةَ في الطريق…

محاذياً نفسي عبرتُ،

كهامشٍ في هامشٍ،

مُتدبراً أمري

إياباً نحو أولِ نخلةٍ في السَّطرِ

كي أزنَ المسافة،

ربما لأعودَ أو لأعيدَ

شيئاً شارداً مني،

لعلي إن رجعتُ أضللُ الحُراسَ،

لا أمشي على أثري القديمِ

ولا أبدلُ غير أحذيتي

نزولاً بالمحطة…| سالم الرحبي، يوليو 2024


تعليقات

المشاركات الشائعة